الزمان
جريدة الزمان

تقارير

من شهرة الملايين إلى ساحة الاتهام.. زينة أحمد تواجه أخطر أزمة في مشوارها

-

لم تكن البلوجر المصرية زينة أحمد تتخيل أن بثًا مباشرًا واحدًا عبر منصة «تيك توك» سيقلب مسار حياتها رأسًا على عقب، وينقلها من خانة صُنّاع المحتوى الترفيهي الخفيف إلى صدارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات قليلة.

فبعد ظهورها في بث مباشر بملابس اعتبرها قطاع واسع من المتابعين «غير لائقة»، اشتعلت التعليقات، وانقسم الجمهور بين من رأى في الأمر محاولة متعمدة لإثارة الجدل وحصد المشاهدات، ومن دافع عنها باعتبارها تمر بحالة نفسية صعبة نتيجة ضغوط شخصية وهجوم إلكتروني متواصل. وبين هذا وذاك، أصبح اسم زينة حديث الساعة.

مقطع مجتزأ يشعل الأزمة

خلال الساعات الماضية، انتشر مقطع مقتطع من البث المباشر بشكل واسع، مصحوبًا بانتقادات حادة واتهامات بـ«التحول المفاجئ» في طبيعة المحتوى الذي اشتهرت به زينة لسنوات، حيث عُرفت بتقديم فيديوهات ساخرة وعفوية خالية من أي إساءة أو تجاوزات أخلاقية.

ومع تصاعد موجة الهجوم، عاد المتابعون إلى استعراض رحلتها منذ البداية، مرورًا بمحطات حياتها الشخصية والمهنية، وصولًا إلى الأزمة الحالية التي قد تهدد مستقبلها الرقمي.

بداية عفوية صنعت الشهرة

لم تدخل زينة أحمد عالم «السوشيال ميديا» بخطة مدروسة، بل بدأت بالصدفة، عندما نشرت فيديو بسيطًا في الشارع استخدمت فيه غطاء «حلة» كعنصر مفاجأة طريف للمارة. المفارقة غير المتوقعة صنعت انتشارًا واسعًا، ليكون هذا الفيديو بوابة العبور نحو الشهرة.

ومع الوقت، نجحت زينة في تكوين قاعدة جماهيرية ضخمة تجاوزت ملايين المتابعين، دون الاعتماد على محتوى مثير أو راقص، بل عبر أفكار يومية تلقائية عكست شخصيتها الطبيعية، ما منحها شعبية خاصة، لا سيما بين الفتيات فوق سن العشرين.

من حلم الطب إلى خشبة المسرح

بعيدًا عن الأضواء الرقمية، كانت زينة تسير في مسار مختلف تمامًا. فبعد تخرجها في الثانوية العامة من شعبة «علمي علوم»، حلمت بدراسة الطب بدعم من والدتها، إلا أن هذا الحلم لم يكتمل، لتتجه لاحقًا إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.

بدأت خطواتها الفنية على خشبة المسرح عام 2016، واستمرت لمدة عامين، وكان أبرز أعمالها مشاركتها في مسرحية «سكة السلامة» من إخراج صفي الدين. ورغم الإشادات التي تلقتها، قررت التوقف عن المسرح والتركيز بشكل كامل على صناعة المحتوى عبر الإنترنت.

ورغم تلقيها عروضًا تمثيلية لاحقًا، رفضت معظمها لعدم توافقها مع الصورة الفنية التي تطمح لتقديمها، بينما ظل شغفها بالتعلم حاضرًا، خاصة في تعلم اللغات الأجنبية مثل الإيطالية والألمانية والكورية.

شهرة رقمية غيّرت نمط الحياة

في سنوات قليلة، تحولت زينة إلى واحدة من أشهر صانعات المحتوى في مصر، مع أكثر من 9 ملايين متابع عبر «فيسبوك» و«إنستجرام» و«تيك توك». هذا النجاح انعكس بشكل مباشر على حياتها الشخصية، إذ انتقلت من منطقة شبرا إلى السكن في أحد الكمبوندات بالقاهرة الجديدة، وظهرت في عدة برامج تلفزيونية، كما استعانت بها الإعلامية رضوى الشربيني للتعليق الكوميدي في إحدى حلقات برنامجها.

انفصال عاطفي وبداية العاصفة

ظل محتوى زينة بعيدًا عن الجدل الأخلاقي حتى أعلنت انفصالها عن شريكها، وهو بلوجر كان يشاركها الظهور في عدد كبير من فيديوهاتها. بعد هذا الانفصال، لاحظ المتابعون تغيرًا ملحوظًا في أسلوبها ومظهرها خلال بعض البثوث المباشرة.

تكرار هذه الظهورات فتح باب الانتقادات، واعتبرها البعض خروجًا عن الخط الذي اعتاد عليه جمهورها، فيما قارنها آخرون بصانعات محتوى أُثير حولهن الجدل للأسباب نفسها.

تهديدات قانونية ومستقبل غامض

لم تتوقف الأزمة عند حدود الهجوم الإلكتروني، بل تصاعدت إلى مسار قانوني، بعدما تقدم عدد من المحامين ببلاغات يتهمونها بنشر محتوى خادش للحياء، ما ينذر بأزمة قانونية محتملة قد تعيد رسم مستقبلها على منصات التواصل الاجتماعي.

ما بين الصعود والضغط

قصة زينة أحمد ليست مجرد حكاية شهرة رقمية، بل تعكس نموذجًا متكررًا في عالم «السوشيال ميديا»؛ صعود سريع، وضغوط شخصية ونفسية قد تدفع صُنّاع المحتوى إلى منعطفات حادة، يكون لها تأثير مباشر على صورتهم أمام الجمهور واستمراريتهم.