الزمان
جريدة الزمان

صحة وطب

كارثة.. الإنسولين يهدد مرضى السكر بالغيبوبة

الحكومة تلجأ للمحلى من أجل عيون الدولار.. و«طز» فى المواطنين

صورة أرشيفية
بسمة احمد-هاني عبدالسلام -

فى ظل الأزمة الأخيرة الخاصة برفع أسعار الأدوية وارتفاع أسعار الدولار، كان هناك ما يقرب من 12 مليون مريض بالسكر منهم نسبة كبيرة يحصلون على الإنسولين المستورد، وبعد الأزمة الأخيرة وارتفاع الأسعار لجأت الحكومة إلى ضخ كميات كبيرة من الإنوسلين المحلى من خلال تشجيع الشركات على إنتاجه إلا أن بعض المرضى يشتكون منهم، مؤكدين أن المستورد فاعليته شديدة عن المحلى.

«الزمان» استمعت لشهادات المرضى، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن مصر بها 12 مليون مريض بالسكر وبعضهم يأخذون الإنسولين نظرًا لإصابتهم بالسكر.

صفاء متولى سيدة تبلغ من العمر 44 عامًا ومقيمة بالهرم، قالت إنها مريضة بمرض السكر، وتأخذ الإنسولين المستورد ثلاث مرات يوميًا، وكانت تقوم بالتحليل عقب الطعام بساعتين وقبل الطعام أيضًا بساعتين، وأظهرت نتيجة التحاليل أن نسبة السكر بالجسم لا تتجاوز «150»، فحينها كنت أعلم أن مفعول الإنسولين يسير بجسدى، واستمررت فى الحصول على هذا النوع لمدة 7 أعوام، ومنذ فترة وجيزة وعقب وقف استيراد الأدوية، كنت أبحت عن نوع الإنسولين الذى كنت أحصل عليه ولم أجده متوفرًا، فذهبت إلى الطبيب المعالج لى وأكد لى حينها أن الإنسولين بات غير متوفر والسبب يعود إلى وقف استيراد الأدوية المستوردة، فطلب حينها الطبيب إجراء فحوص طبية توضح نسبة السكر بالجسم، وتندرج هذه التحاليل تحت مسمى «سكر صائم وسكر فاطر».

وبالفعل قمت على الفور بإجراء الفحوص المطلوبة، وحينها قام الطبيب بطلب شراء الإنسولين المصرى، وقمت بشراء القلم المصرى، وكنت أحصل على الجرعة المطلوبة منه، وأقوم عقب مرور ساعتين بإجراء تحليل عشوائى، وحينها كان يتبين أن نسبة السكر بالجسم تتجاوز 400 ملجم/ دسل، وهذا مؤشر خطير فمن المفترض أن تكون نسبة السكر بالجسم بالنسبة لمريض السكر لا تتجاوز 150 ملجم/ دسل، وحينها أقر الطبيب المعالج أن الإنسولين المصرى ليس له مفعول، فبات كل يوم يأكل السكر بجسدى ولم يستجيب لنا وزير الصحة فى توفير الإنسولين المستورد.

أما عبدالعال فرغلى، رجل فى الـ60 من عمره، ومريض بالسكر، يشكو مرارًا وتكرارًا من نقص الإنسولين المستورد، وأن النوع المصرى ليس له مفعول، وقال بعد أن بات الإنسولين الأجنبى لا وجود له بالصيدليات ظللت أحصل على 4 جرعات من النوع المصرى يوميًا، عقب أن كنت أحصل على جرعتين فقط من الإنسولين المستورد، وعقب أن وجدت أننى أعانى من العديد من الأمراض فى آن واحد، وإذا أصبحت أتعرض لأى إصابة ما لم أشف منها، فذهبت حينها على الفور لإجراء فحوص السكر، وتبين أن نسبة السكر بالجسم تبلغ نسبة 480 ملجم، وهذا يعنى أنى لا أحصل على جرعات إنسولين، والطبيب حينها بمعمل التحليل أكد لى أننى على وشك الدخول فى غيبوبة سكر إذا لم أحصل على الإنسولين الذى اعتدت عليه منذ أحد عشر عاما، وعندما ذهبت إلى الطبيب المعالج الخاص بى، أكد لى حينها أنه لا يتوفر بالأسواق سوى الإنسولين المصرى فقط، فذهبت إلى العديد من الصيدليات للبحث عن الإنسولين المستورد ولكنى لم أجده، فأصبحت أصرخ من شدة الألم بجسدى، وذهبت إلى وزارة الصحة العديد من المرات للمطالبة بتوفير الإنسولين المستورد ولكن لم يستمع أحد لنا وكأننا ليس لنا الحق فى أن نعيش، فكتب علىّ أموت البطيء.

الدكتور محمد أبو عوف، استشارى أمراض السكر والغدد الصماء بالقصر العينى، كشف لـ«الزمان»، أن مرض السكر من الأمراض المزمنة، لافتًا إلى أن هناك ما يقرب من 12 مليون مصرى، مصابون بمرض السكر، وذلك يرجع لعدة أسباب منها العامل الوارثى بشكل أساسى فضلًا عن ضغوط الحياة والمشاكل الصحية، وهذا ما يؤدى فى بعض الأحيان إلى ظهور أعراض جانبية أخرى خطيرة على مريض السكر.

وأضاف أبو عوف أن مريض السكر يأخذ مدة طويلة من الوقت من أجل الاعتياد على الأدوية التى يتناولها، فمرض السكر حينما يعرف المريض أنه مصاب الفعل به فإنه يأخذ وقتًا لكى يتعود على العلاج، مشيرًا إلى أن المرضى المصابون بالسكر فى المراحل المتأخرة ويحصلون على الإنسولين فإنهم يعانون من نوبات تصيبهم بسبب تأخر الإنوسلين، خاصة أنه منذ سنوات كثيرة والمصريون يأخذون الإنوسلين المستورد، واعتادوا عليه، ولكن بعد الأزمة الاخيرة والخاصة بنقص الأدوية، وارتفاع أسعار الدولار، أدى إلى أن الحكومة بدأت تبحث خارج الصندوق وتقوم بتشجيع شركات الأدوية المصرية من أجل إنتاج الإنوسلين المحلى، وضخ فى الصيدليات والمستشفيات المصرية من أجل المريض، وهو مماثل ويطابق الإنسولين المستورد، ولكن يأخذ وقتًا مع المريض حتى يعتاد عليه ويأخذ دورته فى جسمه.

 

slot online