وزير النقل لـ «الزمان»: بعض القطارات عمرها الافتراضى انتهى.. واستمرارها فى الخدمة ينذر بتكرار الحوادث

نحتاج إلى 200 مليار جنيه لتطوير السكك الحديدية

حوادث القطارات لم تصل إلى مرحلة الظاهرة

إحلال القطارات المميزة محل القديمة وازدواج الخطوط المفردة قريبًا

التقى وزير النقل المهندس هشام عرفات، برئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، قبل أيام، وذلك لعرض ملف تطوير السكك الحديدية وما تم إنجازة على أرض الواقع بعد عام من بدء تنفيذ الخطة التى تهدف بالوصول إلى أفضل خدمة ممكنة للراكب وتحقيق أقصى سبل الأمان والسلامة للركاب والتقليل من حوادث القطارات، وذلك بعد حادث قطار المناشى والذى تصادم مع قطار بضائع، ليعيد إلى الأذهان حالة الإهمال التى تعانى منها خطوط الضواحى.

وتواصلت «الزمان» مع وزير النقل والذى أكد فى تصريحات خاصة، أن «الحوادث لم تصل إلى الظاهرة وهناك مشاكل نعمل على حلها حفاظًا على روح الركاب ممن وضعوا ثقتهم فينا».

وتابع وزير النقل لـ«الزمان»: «نتحمل مسئولية سلامة وأمان الراكب ونعمل على تحقيق ذلك، فلأول مرة فى تاريخ السكك الحديدية يتم صرف 55 مليار جنيه لتطوير المرفق، ونحتاج فى الوقت الراهن إلى 200 مليار لاستكمال تطوير 5400 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية، هذا إلى جانب استبدال القطارات والعربات القديمة والتى انتهى عمرها الافتراضى منذ سنوات وإحلال الجديدة مكانها، إذ تعمل تلك العربات القديمة بالضواحى على الخطوط المفردة، وذلك بعد استيراد الوزارة القطارات الجديدة المتعاقد عليها، من خلال توريد 1300 عربة قطار جديدة، وتأهيل 81 جرارًا وتوفير قطع الغيار اللازمة لمواجهة الأعطال الطارئة، كما رصدنا 85% من شبكتها الميكانية قديمة ومتهالكة ولهذا حصلنا على الضوء الأخضر من القيادة السياسية لاختراق هذا الملف الشائك».

وأضاف عرفات أن استمرار قطارات انتهى عمرها الافتراضى ينذر بتكرار الحوادث خاصة أن بعضها لم يعد صالحًا للاستهلاك الآدمى، وفى نفس الوقت نؤكد أنها ليست ظاهرة، هذا إلى جانب خطة ازدواج جميع الخطوط الفرعية والضواحى وعدم استمرارها خطوطا مفردة، لتجنب الحوادث ولتتلاءم مع نوعية القطارات التى ستعمل عليها، والتى ستزيد من سرعة الرحلات على هذه الخطوط، فقبل الحادث الأخير كانت فى زيارة لخط المناشى الذى شهد الحادث وعلى مسافة 20 كيلومترًا تقريبًا من موقع الحادث.

وأضاف أنه لاحظ تراكم مشاكل على مدار سنوات طويلة ولابد من حلول جذرية تبدأ من رفع تذاكر القطارات حتى تستطيع الهيئة الأنفاق على عمليات التطوير، وأية عملية للتطوير سواء لمترو الأنفاق أو السكك الحديدية مرتبط بتوفير الأموال اللازمة لذلك، إذ يتم توفير جزء من خلال الموازنة العامة للدولة، وجزء آخر من بعض القروض الأجنبية، فالخط الأول سيتكلف تطويره نحو 26 مليار جنيه من بنية أساسية وشراء قطارات جديدة، فيما ستبلغ تكلفة تطوير الخط الثانى 4 مليارات جنيه، إلى جانب تطوير نظم الإشارات بالخط الثانى وتدعيمه بقطارات جديدة، هذا إلى جانب شراء 10 قطارات مكيفة جديدة، وقد حاربنا العام الماضى لإدخال شركات القطاع الخاص والأجنبية للمساهمة فى صيانة ورش الهيئة، وهناك إرادة سياسية لتغيير هذا الواقع المرير.

واستطرد وزير النقل: «مهما تحدثنا عن ضحايا حادث القطار الأخير ومن قبلهم ومهمنا حاولنا تعويضهم، فلن نستطيع أن نعوض روحًا من أرواحهم البريئة، وهو ما يدفعنى للقول إنه قد حانت ساعة التطوير والعمل على إحلال وتجديد القطارات القديمة المتهالكة، ومع وجود الرغبة الحقيقية لدى النظام السياسى الذى يساند ويدعم خطط التطوير إلى جانب التمويلات اللازمة فمن المؤكد أن الفترة المقبلة سوف تشهد تغييرًا ملحوظًا».